توماس لدي- سسير طالب في برنامج الدكتوراه في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس في أوستن حيث يتخصص بعلمي اللغة الاجتماعي والوصفي وبخاصة علاقتهما باللهجات العربية. وقد حصل على شهادة الماجستير من جامعة تكساس نفسها وعلى البكالوريوس من كلية دارتموث.
مايك طرنر
مايك طرنر طالب دكتوراه في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس في أوستن حيث يتخصص في اللسانيات العربية مع تركيز خاص على العلاقات التاريخية بين اللغتين العربية والأمازيغية (البربرية) في شمال افريقيا.
2.3.1-مراجع إضافية مقترحة
المصادر العربية
- عبد اللاه، عنتر صلحي. (2007). “النظام الصوتي العربي وتعليم نقط الأصوات.” SOAS Language Centre حصل عليه 11 مايو 2012 من http://www.soas.ac.uk/languagecentre/teachers/resources/arabic/sounds/file27826.pdf.
المصادر الانجليزية
- Archibald, John. Second Language Phonology. Amsterdam; Philadelphia: John Benjamins Publishing Co., 1998.
- Ball, Martin J. Phonetics for Speech Pathology. London: Whurr, 1993.
- Bullock, Barbara E. “Phonetic Reflexes of Code-Switching.” Cambridge Handbook of Linguistic Code-Switching. Eds. Barbara Bullock and Almeida Jacqueline Toribio. Cambridge: Cambridge University Press, 2009.
- Flege, James Emil. “Production and Perception of a Novel, Second Language Phonetic Contrast.” Journal of the Acoustical Society of America 93(3): 1589-1608. 1993.
- Jenkins, Jennifer. “Research in Teaching Pronunciation and Intonation.” Annual Review of Applied Linguistics 24: 109-125. 2004.
- Johnson, Keith. An Introduction to Foreign Language Learning and Teaching (2nd Ed.). Harlow: Pearson Longman, 2008.
- Roach, Peter. English Phonetics and Phonology: A practical course. Cambridge: Cambridge University Press, 2009.
- Watson, Janet. The Phonology and Morphology of Arabic. Oxford: Oxford University Press, 2007.
2.3.1-الخاتمة
في مقدمة هذه الوحدة التعليمية عبّرنا عن اعتقادنا بأن تدريس مهارة النطق قد افتقر ولا يزال الى التركيز الكافي في صفوف اللغة العربية بصفة عامة. وقد عزونا ذلك في عرضنا الى بعض التحديات الخاصة التي تساهم في تعقيد امكانية تدريس هذه المهارة، ثم طرحنا حلولاً مقترحة لهذه التحديات من خلال استكشاف عدة استراتيجيات ومقتربات قد تعاوننا في مواجهتها. ويلخص الجدول االتالي كلاً من التحديات التي ناقشناها بالاضافة الى ما طرحناه كمقترحات للتعامل معه ـ
وعلى الرغم من أننا مقتنعين بقيمة هذه الاستراتيجيات وفعاليتها اذا طُبّقت بشكل منظم ومرتب فإننا نعترف في نفس الوقت بأنها تمثّل منهجية تمهيدية لا تزال تحتاج الى قدر كبير من التطوير والتمحيص. لذا نود أن نشجّع زملاءنا الأساتذة على المشاركة معنا في هذه المبادرة المستمرّة التي تتمحور حول التفكير في طرق جديدة لتدريس مهارة النطق بكل أبعادها ونواحيها، ورجاؤنا هو أن تأخذوا بالأفكار التي قد طرحناها في هذه الوحدة وتعدّلوها وتوسّعوها بما يتناسب مع حاجات طلابكم المتعلمين. نشكركم على التشارك معنا ونترككم مع تمنياتنا الودية لكم جميعاً بالنجاح والتوفيق في جهودكم التدريسية ـ
2.2.5- النظرة الى النطق كوحدة لا تتجزّأ
في مناقشتنا السابق قدمنا مسألة التفكير في النطق كأنه وحدة ثابتة لا تنقسم ولا تتجزأ وعبرنا عن معارضتنا لهذه النظرة الغالبة وأشرنا إلى الحاجة الى تغييرها وتبديلها. وعلى الرغم من أن كل الاستراتيجيات التي عرضناها تنبثق من الموقف من أننا قادرون على تقسيم مهارة النطق الى أجزاء متعددة كما نقسم أي مهارة أخرى الى مهارة رئيسية ومهارات ثانوية فقد وجدنا أن أحسن طريقة لمواجهة هذا التحدي قد تكون الحوار حول الموضوع بشكل مباشر. ونقدم مثالاً على ذلك في الفيديو التالي الذي يفتتح بملخص توفره طالبة من الطلاب للمقترب الذي كانت قد تبنته ذلك اليوم في الصف ـ
وكما يتبين لنا من الفيديو ومن النقاش في الفصل السابق فإن النظرة إلى النطق كوحدة لا تتجزأ ولا تتغير تمثلطريقاً مسدوداً لا يسمح بأي تقدم. ولذلك نرى بأن مجالنا يحتاج إلى عملية إعادة تقييم لهذا الموقف السائد النطق تسمح لنا بأن ننظر إليه كنظام مركب يتكون من عناصر متفردة، وتتيح لنا كذلك تكوين وجهة نظر جديدة وثاقبة يستفيد منها الطلاب والأساتذة على حد سواء
2.2.4- تأثير لغة الأم
مما لا شك فيه أن لغة طلابنا الأم تؤثر تأثيراًكبيرا على نطقهم باللغة العربية. وفي الفيديوهين التاليين فنرى إدراك الطلبة للسمات الإنجليزية التي تظهر في نطقهم لحرفي <ر> و<ل> وإمكانية تأثير هذه السمات على نطقهم. وفائدة هذه المقارنة بين الأصوات العربية والإنجليزية لا تقتصر على تحديد التحديات والصعوبات بل تساعد الطلاب أيضاً في تطبيق معرفتهم باللغة الإنجليزية كنقطة انطلاق لتحسين نطقهم بالعربية ـ
يتعلم الطلاب في أول المقطعين أن يميزوا بين النوعين من صوت < L > اللذين يوجدان باللغة الإنجليزية، والذي يشبه واحد منهما صوت <ل> العربي ويختلف الآخر عنه. ويستغلون كذلك معرفتهم بالصوت الانجليزي لكي يحسنوا نطقهم لنظيره العربي ـ
وفي ثاني هذين المقطعين نرى الطلاب ينشغلون باستكشاف نطق حرف <ر> عن طريق مقارنته مع الصوت الذي هو أشبه به بالإنجليزية الأمريكية (والجدير بالذكر أنه صوت < R > وليس حرف < tt > المتوقع!)ـ
وتؤثر لغة طلابنا الأم (وهي عادة في السياق الأمريكي اللغة الإنجليزية) تأثيراً شديداً على تعلم النطق بشكل خاص واللغات الأجنبية بشكل عام وهو تأثير لا نستطيع أن ننفيه مهما حاولنا. ونظراً لذلك قد قررنا أن نستعمل اللغة الأم كأداة رئيسية في منهجيتنا تسهم في دعم جهودنا التعليمية ولا تعيقها ـ
2.2.3- النطق كنشاط جسدي
كما ذكرنا في الفصل السابق، فإنه من المهم أن يعلم طلابنا بأن النطق هو، في نهاية الأمر، نشاط جسدي. ولكي نساعدهم على التفكير في هذا البعد الجسدي وكيفية التعامل معه سعينا في دروسنا الى استخدام منهجين يلقيان الضوء على ما يحدث خلال عملية انتاج صوت ما ويشجعان الطلاب على استعمال حاستي البصر واللمس بالإضافة إلى حاسة السمع. ويرجع استخدام هاتين الاستراتيجيين الى مجال علم أمراض النطق واللغة الذي وظّفهما بنجاح في معالجة المشاكل اللغوية التي يعانيها بعض الناطقين بلغاتهم الأم.
في المقطع الأول نستخدم رسماً بيانياً لجهاز النطق في سبيل وصف انتاج حرف (ل) العربي وحرف (L) الإنجليزي.
في المقطع الثاني يستعمل الطلاب حاسة اللمس ليحسّوا الفرق بين حرف <ر> العربي و حرف < R > الإنجليزي
والمرجو هنا هو أن يؤدي هذا الوعي بالنطق كنشاط جسدي بطلابنا إلى نفس الممارسات الناجحة التي يعرفونها من نشاطاتهم الجسدية الأخرى، ونقصد بها التدريب المتكرر والمستمر.
2.2.2- الحاجز النفسي
في مناقشتنا السابقة حول الصعوبات المرتبطة بالحاجز النفسي قدّمنا بعض العوامل التي تنتج أحياناً عن الإحساس بالخوف والخجل والتوتر عند طلابنا حين نحاول العمل معهم على تحسين نطقهم. والنطق، كما قلنا، كثيراً ما نفكّر فيه كأنه مزية خاصة بشخصية الطالب فالنظرة الناقدة الى نطق الطالب قد تجعله يشعر بشيء من الاهانة. واذا أردنا مواجهة هذا التحدي فأحسن حلّ بالنسبة الينا هو إبعاد عملية تحليل النطق ونقده عن الطالب نفسه ونقلها الى فضاء افتراضي يمكّننا من الكلام عن بعض الأخطاء اللفظية العادية بدون أن ترتبط بمتعلّم معيّن من المتعلّمين. ومن فوائد هذا المقترب أنه لا يسمح للأستاذ فحسب بل للطلاب أيضاً بالمشاركة في تحديد المشاكل الصوتية وتأثيرها على كيف تُسمَع الكلمات العربية، وويؤدي بالتالي الى التقليل من الحاجز النفسي وتردّد الطلاب في نقد الذات ـ
وفي الفيديوهين القصيرين التاليين نشاهد بعض الطلاب يقارنون كمجموعة بين نطقين لكلمة واحدة ويختارون الكلمة الأكثر سلامةً بنطقها ونراهم حتى يضحكون على الكلمة المنطوقة بشكل غير سليم:
وحتى لو أنقصت هذه الاستراتيجية لعزل اللفظ ونقده من الحاجز النفسي فيبقى لدينا شيء من الخوف بأن الموضوع سيُعتبر مملّا وصعب النقاش. وعلى الرغم من أننا نهدف الى الكلام بالعربية في صفوفنا الى أبعد حد تسمح لنا به الظروف فإننا نعتقد بأن تحديات التعامل مع النطق هي من المواضيع التي تحتاج في كثير من الأحيان الى مناقشتها باللغة الأم للطالب لكي تكون الأمور واضحة تماماً لديه. ونشجّع الأساتذة كذلك على أن يشجعوا الطلاب على طرح أسئلة حول النطق بأي من اللغتين وألا يمنعوهم عن اللجوء الكامل الى اللغة الأم اذا أحسوا بأنهم يحتاجون الى ذلك لتناول الموضوع، فنريد أن يكون تركيزهم منصبّاً على مضمون المناقشة لا على وسيلتها.
وأما الاحساس بأن النطق غير قابل للتغيير فيحسن بنا أن ننبّه طلابنا بشكل مباشر الى أن تحسينه عملية مستمرة تحتاج الى الصبر وأننا كأساتذة لا نتوقّع أنه سيتغير على الفور بل بمرور الوقت، فنريد أن نشدّد على أن طلابنا قادرون على تحسين مهارة النطق طالما انتبهوا لها واستثمروا الوقت فيها بنفس الشكل الذي يستثمرونه من أجل التحسن في أي مهارة من المهارات اللغوية الأخرى .
ونعتقد أن هذا المزج بين الاستراتيجيات الذي يقوم على إبعاد مفهوم النطق عن شخصية الطالب الواحد علاوة على تناول قضايا النطق بلغة واضحة لدى الطالب من شأنه أن يفيدنا الى حد بعيد في مواجهة الحاجز النفسي الذي قد يمنعنا من تدريس النطق بشكل فعال اذا لم نكن واعين بهذه الحاجز وبدوره في عملية التعلم .
2.2.1- باب معالجة التحديات
مسألة التمييز
كما ذكرنا من قبل، تمثل مسألة التمييز أول عقبة في معالجة قضية االنطق، لذا نطرح فيما يلي بعض الاقتراحات التي من شأنها تمكين الطلاب من سماع الفروق التي تميّز الأصوات العربية عن مثيلاتها في لغاتهم. والإستراتيجية الرئيسية التي نشجع الأساتذة على استخدامها تتمحور حول ما يسمّى في الأدبيات التعليمية بالمنهج المقارن (Comparative Analysis) الذي يقوم على تحديد الاختلافات بين لغتين بدرجة كبيرة من الدقة. ولتحقيق هذا الهدف فقد صمّمنا نشاطاً يستخدم هذا المنهج وطلبنا فيه من الطلاب أن يستمعوا الى مجموعة من التسجيلات المقارنة كالتسجيلات التالية التي قمنا نحن بها لعدد من الكلمات في أزواج وطلبنا من الطلاب أن يختاروا من كل زوج الكلمة التي يعتقدون أن نطقها أقرب إلى العربية:ـ
وستلاحظون في هذه التسجيلات أن النطق يختلف في كل زوج من الكلمات العربية، فهناك صوت واحد منطوق بنطقه العربي السليم بينما الصوت الأخر منطوق بشكل يشبه نطق نظيره الانجليزي. وقد طلبنا من الطلاب كواجب من واجباتهم أن يستمعوا الى هذه الأزواج ويسجلوا في ورقة انطباعاتهم عن نطق الكلمات ويشرحوا الأسباب التي جعلتهم يختارون واحداً من الصوتين على أنه أكثر سلامةً بالعربية:
والأجوبة المعطاة في هذا الواجب النموذجي تدلّ على ما ذكرناه آنفا عن الصعوبة التي كثيراً ما يواجهها متعلّمو العربية في عملية التمييز بين النطق السليم وغير السليم لبعض الحروف العربية، فعلى الرغم من أن الصوتين الوحيدين اللذين قمنا بتبديل نطقمها هما اللام والراء فلا تحدد الطالبة التي كتبت هذا الواجب أحدا من هاتين الحرفين سببا للفرق الذي تسمعها بين زوج الكلمة إلا في زوجين من مجموعة الأزواج الإثنى عشر. ورغم ذلك تختار الطالبة االنطق الصحيح في كل زوج من الأزواج، فالواضح أنها تستطيع أن تسمع اختلافاً ما بين كل من التسجيلين ولكنها لا تقدر على تحديد ما الذي يسبّب هذا الفرق بالضبط ـ
وكما تقول الطالبة في الفيديو، فهدفنا الرئيسي من هذا النشاط هو توفير فرصة للطلاب لكي يفكّروا في العوامل التي قد تؤثر على نطق الكلمة العربية وسلامته وأن يسمعوا الفرق الدقيق بين الصوت العربي والصوت الأجنبي المماثل. ونعتقد أنه من المهم أن يصل الطلاب الى هذا الإدراك بأنفسهم وبدون أن يخبرهم به الأستاذ بشكل مباشر. فالمقترب الذي نقترحه لتحقيق ذلك هو وضع الطلاب في مجموعات صغيرة تتكوّن كل واحدة من طالبين أو ثلاثة طلاب فقط ليقارنوا انتطباعاتهم ويتوصّلوا الى اتفاق حول أسباب الاختلافات التي يسمعونها في كل زوج من الكلمات ـ
ونتمنى أن يكون الطلاب في نهاية هذه المرحلة قد بدأوا يفكّرون في النطق وأجزائه ويدركون كيف يميّزون نطق الحروف العربية عن نطق غيرها من اللغات الأخرى بحيث يمكننا الآن أن ننظر الى تحدّ مختلف يتعلق بأحاسيس الطلاب حول قضية االنطق ـ
2.1.5-النظرة الى النطق كوحدة لا تتجزّأ
يلتزم الكثير من طلاب اللغة العربية وأساتذتها بنظرة إلى النطق ترى فيه وحدة ثابتة لا تتجزأ ولا تتغير، ويشاركهم في ذلك عدد كبير من هؤلاء الذين يدرسون ويدرّسون اللغات الأجنبية، ولكننا في العرض التالي نخالف هذا التفكير وندعو إلى نظرة جديدة:
النقاط الرئيسية
• ليس ااالنطق وحدة مستقرة كما يرى الكثيرون بل هو نظام مركب قابل للتجزئة
• يستطيع الذين يدرسون النطق أن يركزوا على جزء معين من أجزائه
• كذلك يقدرون على تحقيق التحسن شيئاً فشيئاً وخطوة فخطوة