من عمل الواجب إلى إجراء الحوار
في مثل هذا المساق القائم على المحتوى نبتعد عن الواجبات التقليدية مثل الإجابة عن بعض التمارين المكتوبة مسبقاً لملء الفراغات أو اختيار الاجابة الصحيحة وغيرها، بدلاً من ذلك يُكلف الطالب بقراءة بعض النصوص وجمع بعض المصادر أو الاستماع إلى بعض المقاطع المسجلة أو مشاهدة بعض الأعمال المصورة وتكوين بعض الأراء لطرحها أمام الزملاء ومناقشتها، وأحياناً يقوم الطالب باعداد بعض الأنشطة لتنفيذها داخل الصف. إذن ما يُطرح في الصف يتم الاستعداد له مسبقاً في البيت ولكم أن تتخيلوا مدى الحماس لدى الطالب عندما يستعد قبل الصف لإستخدام اللغة في أهداف حقيقية هي التعبير عن وجهة نظره ومناقشة القضية / القضايا المطروحة وبالتأكيد هذا سبيل جيد لخلق دافع قوي لدي الطالب لتعلم اللغة وتفعيل ما يتعلمه.
أما من جهة الأستاذ، فالواجبات وتصحيحها ليس قاصراً على تصحيح الأخطاء وكتابة الرموز للطالب لتصحيحها فقط، بل يشتمل أيضاً على توجيه فكر الطالب لأفكار جديدة وطلب المزيد من الإيضاح في بعض الأحيان ، كأن يكتب مثلاً بجوار فقرة محددة ” لماذا في رأيك؟ ” أو ” كيف يتم هذا في رأيك؟ ” أو ” هل يوجد أمثلة على ما تقول ؟” أو ” هل لك أن تربط بين ما تقول وما ناقاشناه في الصف؟” وهكذا، فالأستاذ يسعى إلى دفع الطالب للتعبير عن رأيه وتكوين فكر عميق بموضوع المناقشة بالتوازي مع استخدام مهاراته اللغوية للتعبير عن هذه الأفكار وذلك سعياً منه لتحقيق التوازن بين المحتوى واللغة.