إن انتشار التعليم القائم على المحتوى واستخدامه على نطاق واسع في تدريس العديد من اللغات الأجنبية بما فيها اللغة العربية، لا يعني على الاطلاق خلو هذا المجال من التحديات، على العكس يوجد كثير من التحديات من وجهة نظر المتعلم والمعلم. وحتى من النواحي الإدارية التي تنظم هذا النوع من التعليم.
أهم التحديات من وجهة نظر المتعلم
تحقيق الاستقلالية
قد لا يشعر بعض الطلاب بالراحة في صف المساق القائم على المحتوى حيث تركز أهداف الصف على كل مكونات الطريقة التواصلية لتعليم اللغات الأجنبية والتي تتخذ من الطالب محوراً لها دون التركيز على شرح القواعد أو تقديم قوائم المفردات بطريقة مباشرة، فكل طالب مسؤول عن عملية تعلمه وربما يمثل هذا تحدياً لبعض الطلاب. فقد يشعرون أنهم لا يستفيدون جيداً من الصف، لانه لم يعد صف لغة في رأيهم، فهم يدرسون بعض الموضوعات السياسية والإجتماعية والثقافية والتاريخية وغيرها، وقد يسأل البعض، أين اللغة بقواعدها وصرفها وتراكيبها من هذا؟ إذ اعتاد هذا النوع من الطلاب في السنوات الأولى على الاستماع لشرح الأساتذة لبعض القواعد التي وردت في الكتاب الذي يدرسون فيه مثلاً، بينما هنا لا مجال لشرح القواعد تفصيلياً أمام الصف كله، وهذا قد يؤدي إلى شعور بعض الطلاب بالإحباط لأنهم تعودوا على التركيز على المهارات اللغوية وسريعاً ما يفقدون الدافع ومن هنا تبدأ ” شكوى بعض الطلاب” (Richards & Rodgers 2001 : 213) . كذلك قد يشعر بعض الطلاب براحة أكثر عندما يعملون بمفردهم وهم يرون أن العمل في مجموعات يمثل تحدياً لهم، فتحقيق الاستقلالية للطالب قد يكون تحدياً كبيراً له، فمن ناحية هو لا يريد العمل مع مجموعة أو العمل في فريق، ومن ناحية أخرى يسعى هذا الطالب إلى تحقيق الاستقلالية بكونه مسؤولاً عن عملية تعلمه.
لنستمع إلى بعض الطلاب ونتعرف على آرائهم وشعورهم أثناء العمل في صف المساق القائم على المحتوى:
التركيز المستمر على القضايا اللغوية
هناك فرق بين تعلم اللغة العربية واكتساب المعرفة الضرورية الخاصة بقواعدها وصرفها وبين استخدامها كتطبيق اجتماعي بمعنى استخدام اللغة لطرح ومناقشة قضايا اجتماعية وفكرية وثقافية. قد لا يفضل كثير من الطلاب استخدام اللغة طوال الوقت لمناقشة قضية من القضايا، دون التعرض لأهم المفردات والتراكيب اللغوية وقواعد النحو والصرف قبل المناقشة. إن التركيز الشديد عند الطالب على معرفة كل التفاصيل اللغوية المتصلة بالقواعد والمفردات والتراكيب اللغوية قد يؤجل كثيراً استخدامه للغة في السياقات المناسبة، لذلك يجب على الطالب أن يعي جيداً أنه هو، وليس الأستاذ، المسؤول عن تطوير هذا الجانب اللغوي و من خلال الاستعداد للصف والمشاركة فيه وعمل الواجبات المصاحبة.